كيف يكون الإنسان المؤمن سعيدا

سألت نفسي كيف يستطيع الإنسان أن يكون سعيدا في جميع
أحواله إذا كانت النعم لا تدوم ؟


أنا اعتقد أن السعادة هي شعور داخلي يشعر به الإنسان كلما
كان متوازنا في حياته وفي واجباته نحو المجتمع والمبادئ
والقيم الدينية والأخلاقية وما يحيط به من بيئة اجتماعية وطبيعية

أيضا تحصل السعادة بقدر قرب الإنسان أو بعده عن ربه
والإيمان به والتمسك بالقيم والأخلاق

إن الله تعالى خلق هذا الكون وأوجد فيه الحزن والسرور ، ولا
بد تبعا لذلك أن يكون في هذا الكون أناسا يشعرون بالسعادة
وأناسا يعانون من عدة مشقات بمستويات متباينة من هذه المعاناة

لو بقي الإنسان في حزن دائم فإن الإنسان المؤمن بربه
سيتكيف مع هذا الحزن حتى ينقلب ذلك الحزن إلى سعادة

ولو بقي الإنسان في سعادة دائمة فإن الإنسان مهما كانت
معتقداته فإنه سيمل من تلك السعادة فتنقلب عليه تلك السعادة
إلى معاناة

إذن : كيف يشعر الإنسان بالسعادة الحقيقية إذا علمنا أن هناك
أناس يعانون من قلة المال وسوء التغذية وقلة الطعام ، وفي
نفس الوقت هناك أناس يعانون من كثرة المال وكثرة الأكل أيضا ؟

الشخص النحيف يشعر بالمعاناة والضنك ، ويعتقد أن سبب معاناته
هو نحافة جسمه وخفة وزنه ، ويعتقد أنه سوف يكون سعيدا لو أن
جسمه ضخم

والشخص السمين يشعر بالمعاناة والضنك ، ويعتقد أن سبب
معاناته هو البدانه والسمنة ، ويعتقد أنه سوف يكون سعيدا لو أنه
صار نحيفا ، والحقيقة ليست معاناة النحيف كونه نحيف ، ولا معاناة
السمين كونه سمين ، بل معاناتهما بسبب ابتعادهما عن طاعة الله
وضعف التوكل عليه، وضعف الإيمان بالقضاء والقدر ، وخروجهما
عن التوازن النفسي في الحياة

أنا أعتقد أن الإنسان العاقل المؤمن بربه والمنفذ لتعاليم دينه
والمتمسك بالقيم والتقاليد الحميدة يستطيع أن يكون سعيدا
وذلك بالاحتفاظ بتوازنه النفسي في العلاقة بينه وبين ما يحيط
به من بيئة طبيعية واجتماعية

الإنسان العاقل والمتوازن نفسيا مع الحياة عندما يعاني من الحزن
والشقاء فإنه يتخذ ذلك الشقاء وتلك المعاناة جسرا يعبر به إلى
السعادة ، وإذا وصل إلى السعادة ، فلا يعتقد أنه سيبقى
سعيدا طول حياته ، أو هكذا يجب عليه إن يعتقد

ويجب عليه في هذه الحالة أن يتوقع المعاناة ويعبر إليها ليصقل
مواهبه فيها لا ليستسلم لها ، فإنه لو استسلم لها سيصاب بالإحباط
وهذه مشكلة تعاني منها الكثير من المجتمعات

خلاصة كلامي :
السعادة هي شعور الإنسان بالرضا والراحة والاطمئنان ، يشعر
به شعورا داخليا ويكون لهذا الشعور ظواهر وسلوك خارجية
بحيث يشعر به من حوله أنه سعيدا ، وسبب هذه السعادة هو الرضاء
التام بعدالة الخالق سبحانه والإيمان به في كل تصرف وعمل
ومن أسباب هذه السعادة أيضا هي التوازن النفسي والعقلي مع
الحياة بكل أشكالها


ويستطيع الإنسان أن يوفر لنفسه السعادة بسلوك معين وهو
1 – أن يقرأ القرأن الكريم يوميا
قال تعالى :

وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ
إِلَّا خَسَارًا(82)وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا
مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا(83)قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا(84) سورة الإسراء


2 – يقرا كتب الحديث والتفسير وكتب التاريخ
3 – أن يبتعد عن قراءة الكتب والمجلات التي تدعم مجال همومه
مثلا لو كانت همومه بسبب مشكلة عاطفية عليه أن يبتعد عن قراءة
القصائد والقصص العاطفية ، أيضا يبتعد عن سماع الأغاني ومشاهدة
المواد الثقافية المتعلقة بالغرائز

4 -- أن لا يكثر من المقتنيات لأنه لو فقد واحدة منها حزن عليها
5 – أن يختلق المعاذير للناس الذين يسيئون له
6 – أن يعمل بجد ويتوقع المصاعب
7 – يطلب الكثير ويتوقع القليل
8 – أن يهيئ نفسه لأصعب المواقف
9 أن يتوكل على الله ويطمئن لعدالته


الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ
وَهُمْ مُهْتَدُونَ(82)سورة الأنعام
ــــــــــــــــــــ

وقال أيضا :

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44) سورة غافر

10 – أن يكون محبا للناس صغيرا وكبيرا

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ(10) سورة الحشر

11 – أن يعمل المعروف للناس ولا ينتظر منهم الجزاء والشكر
12 – أن يكون نشيطا ودءوب الحركة
13 – ممارس الألعاب الرياضية البد نية والذهنية المتاحة
14 – أن يكثر من الدعاء ويفضل أن يدعو عند الكرب بدعاء
مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو :

لا إله إلا الله العظيم الحليم
لا إله إلا الله رب العرش الكريم
لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم

15 – إذا كان منضويا في مكان مكتوم وسيئ التهوية عليه الانتقال
لأي مكان آخر ويكون بهو وواسع
16 – أن يكون له بين وقت وآخر مجلس يأخذ به نفسا عميقا
ثم يتبعه بزفير بطيء

ما شاء الله عليكى كلامك جميل جدا

بارك الله فيكى

اللهم كن راضيا عنا واغفرلناو للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

كلام رووووووووووووعه