كفـى بالمـوت واعظـاَ !.!!!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
.................................................. .الموت حكم لازم يتفاده البعض بالنسيان .. ويجتهد لكي يبتعد عن حمى تلك السيرة .. والحكيم يدرك أنه يتواجد من مرحلة عدم كان يمثل ( الموت ) .. وهو في طريقه عاجلاَ أم آجلاَ إلى مرحلة عدم تعني ( الموت ) .. إشارة ملازمة للإنسان منذ مولده وحتى انتقاله للآخرة .. ولادة ثم رضاعة ثم فطام ثم أيام عمر كلها ملازمة تحتمل قادماَ في أية لحظة يسمى الموت .. والموت لدى المؤمن بالله حقاَ هو ذلك المتواجد بالذكر في كل الأوقات .. وهو ذلك الغائب الحاضر الذي يتربص اللحظات .. ونظـرة الإنسان للموت بين غافل لا يريد اللقاء بـه مهما كانت المبررات وهم أصحاب الدنيا .. وبين مؤمن بالله حقاَ يدرك حتمية اللقـاء ثم يتعظ ويجتهد ليحسن الخطوات .. ولو ترك الموت للناس خيار حياة أبدية في الدنيا بعدها الآخرة لا يجلب ذلك الفرحة في قلب المؤمن بالله حقاَ .. ولا يطربه ذلك رقصاَ .. لأنـه بشقاء الدنيا أدرى .. ولأن قلبه يتلهف دائماَ لنعيم الآخرة في جنات النعيم .. وهو لا يرغب يوماَ بالتمسك بتلك الدنيا الزائلة .. ولا يتشبث بأقدامها ليكون في معيتها .. والدنيا هي دار عناء وشقاء لمن يطلبها .. ودار مطية وعبادة لمن يريد أن يجتاز من فوقها للآخرة .. وهناك أخرى هي دار القرار والهناء لمن يتقى .. وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .. والدنيا سلاح إبليس بإغراءاتها ومباهجها .. وهو بذلك السلاح يجتهد لكي يأخذ الإنسان معه في معية العزاب في نار جهنم والعياذ بالله .. وآيات الكتاب تبين مسالك الخير والنجاة من مكائد الدنيا ومفاتنها .. كما تحذر من مسالك الشيطان بالشهوات والموبقات التي تورد المهالك .. يبكي صاحب الدنيا من زوال زائل لا محال .. ويجد ويعمل لكي يملك الدنيا ويخزنها في مستودعات الأبدية وذاك هو المحال .. والمؤمن العارف بالله الفطن الكيس لا يجتهد لكي ينال ما هو زائل .. بل يجتهد ويكد من أجل أخرى الفوز فيها لمن ينال الرضا من الله عز وجل .. وذاك هو الفوز العظيم .. والمؤمن لا يخشى من الموت إلا ذاك الخوف من النار فيما بعد الموت والعياذ بالله .. وهو يدرك جيداَ أن الموت قدر مقدر لابد أن يكون عندما يحين .. لا يقدم ولا يؤخر .. وعليه فهو لا يتحسر على نعيم في الدنيا قد يزول بحتمية المـوت .. فذاك نعيم الدنيا إن لم يزال بالموت أو بقيام الساعة فإنه يزول بتمام اللحظة وانتهاء النشـوة .. فلا يطلبها إلا جاهل يفقد المعيار في الأحكام .. والوقوف بين يدي الله خمس مرات في اليوم إنما هو التأكيد بأن الموت حدث لا يغيب عن ذهن المؤمن .. وأنه قد يقع في أية لحظة وفي أي حين .. وذاك القيام إنما هو استعداد لخطوة تعقب الموت فيها الحساب وفيها العقاب .. وفيها الجنة وفيها النار .