كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أوسع الناس صدرا و من ألينهم و من أكثرهم عفوا عن خلق الله عز و جل و من أعظمهم تحبباً للناس عليه الصلاة و السلام، كان صلى الله عليه وسلم رغم أنه أوذي!! و سب واضطهد وأسيء إليه في رسالته و في سمعته و في عرضه و في عرض أهله عليه الصلاة و السلام و مع ذلك كان يعفو عليه الصلاة و السلام و يقول الكلام المشهور عنه:
" من رد غضبة رد الله عنه عذابه يوم القيامة"، يجيء إليه الأعراب بغلظتهم و قسوتهم و يقول له الأعرابي: اعدل يا محمد، ما عاتبه و لا عاقبه عليه الصلاة و السلام إنما قال: " خبت و خسرت إن لم أعدل"، كان صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يخبرني أحد عن كلمة قيلت في حقي حتى أخرج إلى الناس و أنا سليم الصدر"، عليه الصلاة و السلام تصور أنت الآن إنسانا قتل أعز الناس لديك و أحبهم إليك ثم جاءك مستسلما لك هل يمكن أن تنسى ما أرقت من ماء العين أو ما زرفت من دمع القلب على هذا الحبيب العزيز هكذا فعل صلى الله عليه وسلم، لما جاءه قاتل حمزة بن عبد المطلب عفا عنه عليه الصلاة والسلام، و هند بنت عتيبة قد جاءت مسلمة و مؤمنة بالنبي صلى الله عليه وسلم و قالت: يا رسول الله الحمد الله الذي أعز الدين الذي اختاره لنفسي و إني لأرجو أن تمسني رحمتك بخير يا رسول الله فقال عليه الصلاة و السلام: " عفا الله عنك يا هند"